TBD

وانطلق السباق: المزيد عن المعرض

من خلال قصص مشوقة وعروض تفاعلية، يتتبع معرض "وانطلق السباق" تاريخ رياضة السيارات منذ بداياتها الأولى وحتى أحدث الجهود المبذولة لتحقيق الاستدامة.

المشاركة مع صديق

السنوات الأولى لرياضة المحركات

رغب الناس، منذ اختراع السيارة التي تعمل بالمحرك، في اختبار من هم المصنعون الذين أبدعوا أسرع السيارات، ومن هم أشجع السائقين. بدأ تاريخ رياضة المحركات بسباق زمن وسباقات على الطرق بين المدن. أما تلك التي تشاهدون اليوم داخل الحلبات المغلقة، فقد رأت النور في أوائل القرن العشرين في حلبات مثل إنديانابوليس ولومان.

كانت سباقات الجائزة الكبرى للسيارات، بحلول عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته، شبيهة بما نشهده في عصرنا هذا. لم تُصنع سيارات السباق ذات الشكل الانسيابي والمقعد الواحد إلا لتكون الأسرع على المضمار. ومن هنا تنافس كبار مصنعي السيارات مثل أوتو يونيون، وألفا روميو، وبوغاتي، وديلاج، وفيات مازيراتي، ومرسيدس بنز، وتالبو للفوز بالسباقات في جميع أنحاء العالم. وقد ظهرت في تلك الفترة سباقات كلاسيكية من قبيل سباق ميل ميليا (الألف ميل) وسباق لومان 24 ساعة، وجائزة موناكو الكبرى، وسباق إنديانابوليس 500.

تأسست بعد الحرب العالمية الثانية العديد من الهيئات الدولية لتنظيم الرياضات، ولم تكن رياضة السيارات استثناءً في ذلك. ففي عام 1946، أقرَّ الاتحاد الدولي للسيارات مجموعة جديدة من القواعد أسماها "الفورمولا 1"، وانطلقت بطولة العالم للسائقين عام 1950، وبحلول عام 1958، استُحدثت بطولة الصانعين التي يتنافس فيها صُناع السيارات.

رائدة رياضة السيارات: آنا ماريا بيدوزي (1912-1979)

آنا ماريا بيدوزي، الملقبة باسم "ماروكينا" شخصية يكتنفها الغموض، كانت واحدة من أفضل سائقات جيلها. اكتشفت عالم سباق السيارات بفضل زوجها جيانفرانكو (فرانكو) كوموتي، وهو سائق سباقات هاوٍ. شاركت في أول سباق لها وهي في العشرين من عمرها، وكان فرانكو سائقها المساعد. ولربما كانت أول سيدة ضمن فريق سكوديريا فيراري الذي تولى في بادئ الأمر تجهيز سيارات ألفا روميو والتسابق بها.

في عام 1933، اقتنت بيدوزي سيارة ألفا روميو 6C غران سبورت 1500 "تيستا فيسا" الجديدة كلياً (معروضة في المتحف). فازت في هذه السنة الأولى من التسابق، بفئة المحركات بسعة 1500 سي سي من سباق ميلي ميليا، وهو سباق تحمل شهير تبلغ المسافة المقطوعة فيه 1000 ميل (1600 كم) حول إيطاليا. وتخصصت آنا في منافسات المسافات الطويلة واعتلاء التلال الوعرة. أطلقت عليها الصحافة لقب ماروكينا (الفتاة المغربية) بسبب لون بشرتها الزيتوني؛ وهو لقب لازمها طوال مسيرتها الرياضية.

توقفت مسيرة ماروكينا بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، إذ هربت إلى باريس مع فرانكو الذي أصبح عميلًا سرياً لصالح الحلفاء. ألقى النازيون القبض على فرانكو، إلا أنه نجا من الموت والتحق بآنا ماريا. أصيبت هذه الأخيرة بإعاقة جراء التقاطها لعدوى شلل الأطفال، لكنها عادت ثانية في يوليو 1952 إلى حلبات السباق، لترتقي من جديد منصات التتويج متغلب على التمييز الذي كانت تعاني منه بسبب إعاقتها. لم تظفر بأي لقب قط، لكنها هزمت العديد ممن فازوا بالبطولات، الذين كانوا في الغالب من الرجال.

TBD

صورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2024

بطولة العالم للفورمولا 1- الاتحاد الدولي للسيارات

تُعد بطولة العالم للفورمولا 1 التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات الأكثر شهرة في سباق السيارات. نُظّم السباق الافتتاحي في حلبة سيلفرستون بإنجلترا بحضور ملك بريطانيا جورج السادس والملكة إليزابيث يوم السبت 13 مايو 1950.

خلال العقود السبعة التي تلت انطلاقة البطولة المليئة بالحماسة والإثارة، شهد عالم الفورمولا1 تقدماً كبيراً في:

  • تكنولوجيا السيارات وتدابير السلامة
  • عدد الفِرق وحجمها
  • مضمار السباق ومرافق المتفرجين

ضم الموسم الأول في عام 1950 سبعة سباقات، نُظمت جميعها في أوروبا باستثناء واحد منها. أما اليوم، فيتمثل موسم الفورمولا1 في سلسلة من 23 سباقاً للجائزة الكبرى في بلدان عدة وقارات مختلفة حول العالم. يُنظم بعض هذه السباقات في حلبات مخصصة لهذا الغرض مثل حلبة لوسيل، بينما يُقام البعض الآخر على طرق عامة مغلقة مثل سباق جائزة موناكو الكبرى.

ذاع اليوم صيت أسماء مثل فيرستابن، وشوماخر، وفيراري، وماكلارين في كل أرجاء العالم، وبذلك أصبح الملايين يتابعون السائقين والصانعين وهم يتنافسون للظفر بإحدى أعظم الجوائز في الرياضة.

ما هو سباق الفورمولا 1؟

الفورمولا1 هي أعلى فئة دولية لسباق السيارات المعتمدة من الاتحاد الدولي للسيارات. ويشير اسمها إلى مجموعة القواعد التي يجب على السيارات أن تخضع لها لكي تشارك الفِرق في هذا السباق.

قواعد الفورمولا1 هي قوانين يتولى الاتحاد الدولي للسيارات وضعها. شهدت هذه القواعد على مر الزمن تطوراً لتعكس التحسينات في التكنولوجيا، والسلامة، وكذلك مستوى المنافسة، وتغطي هذه القواعد المجالات الآتية:

  • اللوائح الخاصة بالسيارة من مواصفات المحرك، والوقود، والقوى الدينامية الهوائية، والنظام الكهربائي، والمِقود والإطارات
  • متطلبات السائق
  • متطلبات الحلبة، بما فيها مسافة السباق وتدابير السلامة
  • تفاصيل السباق، والإجراءات، ونظام احتساب النقاط

القواعد واللوائح في الفورمولا 1

نظام احتساب النقاط

تُمنح النقاط في كل سباق، إذ يحصل الفائز بالسباق على أكبر عدد، ثم ينقص هذا العدد بحسب الترتيب ليصل إلى نقطة واحدة لصاحب المركز العاشر. يخضع احتساب النقاط لنظام تراكمي، فالسائق الذي يُنهي الموسم بأكبر عدد من النقاط يفوز بالبطولة. أما نظام النقاط في بطولة الصانعين، فيقتضي الجمع بين النقاط التي حصدها كلٌّ من سائقيْ الفريق، وهكذا يفوز بالبطولة الفريق الحاصل على أكبر عدد من النقاط.

الفِرق واللوائح

تتنافس حالياً 10 فرق في سباق الفورمولا1، ويشارك كل فريق بسيارتيْن. تُوظِّف هذه الفرق، خلال العام، أكثر من 800 شخص لتصميم السيارات وتصنيعها وتطويرها. يخضع تصنيع السيارات لمجموعة من اللوائح الصارمة التي تمس كافة الجوانب، من وزن السيارة الذي يجب ألا يقل عن 796 كغ، وكمية الوقود التي يمكن للسيارة استيعابها، وأنواع الإطارات التي يمكن للفرق استخدامها، والقائمة طويلة جداً حتى أنها تغطي 183 صفحة. يمكنك الاطلاع على مجموعة اللوائح الكاملة على موقع الاتحاد الدولي للسيارات.

الحوكمة في الفورمولا 1

يُعد الاتحاد الدولي للسيارات المنظّمة التي تدير شؤون رياضة المحركات، ومقرها باريس، فرنسا. وتمتلك شركة ليبرتي ميديا الأمريكية الحقوق التجارية للفورمولا1. تعمل المنظمتان بالتنسيق مع بعضهما على الترويج لبطولة العالم، وتدبير شؤونها، وإدارة العلاقات بين الفِرق، وحلبات السباق، والمنافذ الإعلامية.

بطولة الفورمولا 1 للصانعين

كانت الرياضة تزداد نمواً وتعقيداً، وكانت الحاجة إلى قدر أكبر من الأموال تزداد معها لتصنيع سيارات أكثر. وهكذا أنشِئت بطولة الصانعين لمكافأة المتنافسين من جهة، واستقطاب شركات جديدة لهذه الرياضة من جهة أخرى. عُرفت هذه البطولة في البداية باسم الكأس الدولية لمصنعي الفورمولا1، وعُرضت أول مرة عام 1958. ثم غُيّر اسمها عام 1981 ببطولة العالم للصانعين.

يتربع فريق فيراري على عرش الفائزين ببطولة الصانعين بِـرصيد 16 لقباً، فيما حقق كل من فريق ويليامز، ومكلارين ومرسيدس العديد من الانتصارات. منذ عام 1958، فازت السيارات المصنعة في المملكة المتحدة بجميع بطولات الصانعين باستثناء 17 بطولة (16 فيراري و1 ماترا).

صارت الفِرق في الأعوام الأخيرة تُولي اهتماماً أكبر لبطولة الصانعين على لقب السائقين، فكلما كان أداء الفريق أفضل في البطولة، كانت المكافأة المالية أكبر في نهاية العام، فكل مركز يحتله الفريق في البطولة قد يساوي ملايين الدولارات لميزانيته.

مَقاوِد سيارات الفورمولا1

شهدت مَقَاوِد سيارات الفورمولا1 تغييرات جذرية منذ انطلاق أول بطولة عام 1950. يُعد المِقوَد جهازاً يتحكم في اتجاه السيارة من خلال توجيه العجلات الأمامية. كانت نماذج المَقاوِد الأولى عبارة عن حلقات خشبية كبيرة، ثم صغُرت كلما كانت مقصورة القيادة في السيارة تأخذ حجماً أصغر، إلى أن صارت تُصنع من الألمنيوم وتُغلَّف، ما يجعلها أخف وزناً.

مع تطور التكنولوجيا، لم يعد دور المقاود ينحصر في توجيه السيارة، فقد أضيفت أزرار تُمكّن السائق من التحدث إلى المهندسين عبر جهاز لاسلكي مدمج في السيارة، وتُسهّل عليهم احتساء مشروبهم. في عام 1989، طرحت فيراري ناقل الحركة (علبة التروس) شبه الآلي، مُمَكناً السائقين من استخدام الدواسات الموجودة خلف المِقوَد لتغيير السرعة دون الحاجة إلى رفع أيديهم عنه.

خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أُدخلت العديد من التحسينات، إذ صار بوسع السائقين اليوم تعديل توازن المكابح أو ضبط وضع المحرك من المِقوَد الذي يضم شاشة عرض تقدم معلومات عن زمن اللفات وضغط الزيت والماء، فيما تتيح لهم عتلتا القابض الموجودتان في جزئه الخلفي انطلاقة سريعة عند بداية السباق. أصبحت المقاود مستطيلة ومزودة بمقبضين يمسك بهما السائقون وأزرار يمكن ضبطها دون الحاجة إلى رفع أيديهم عن المِقود.

TBD

صورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2024

قطر وسباق الرالي – البدايات

يعود الفضل في دخول سباقات الرالي دولة قطر ومنطقة الخليج العربي إلى تعاون استثنائي بين موظفي شركات النفط والقطريين خلال ستينيات القرن الماضي وسبعينياته. انضم هواة رياضة المحركات القطريون إلى لجنة نادي قطر الرياضي التي شكلتها شركة شل لموظفيها المغتربين، الذين يعملون كإداريين وسائقي سيارات رالي. وتمخض عن هذا التعاون انطلاق أول سباق رالي رسمي في البلد "رالي قطر للسيارات" عام 1975 (أطلق عليه لاحقاً اسم رالي قطر الدولي).

إنّ شغف الشعب القطري بعالم السباقات متغلغل في القِدم، فعشقه للسيارات والسباق يقترن بتقاليد القنص في الصحراء على ظهور الجمال والخيل، وبالسباقات التي تُنظم في سياق الاحتفالات. كانت أول سيارة تدخل البلد عام 1925 من نوع "فورد"، امتلكها حاكم دولة قطر، الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني. ومع تزايد اقتناء الناس للسيارات، أصبحت هذه الأخيرة ترتبط بالفعاليات الخاصة وتُقدم كجوائز في المنافسات.

في أوائل الثمانينيات، وصلت إلى قطر أولى السيارات التي تستوفي اشتراطات لوائح الاتحاد الدولي للسيارات. وشهدت هذه الفترة دخول السائقين القطريين ميدان الاحترافية ونشأة شراكات جديدة مع شركات عالمية. وقد ارتقت رياضة المحركات القطرية إلى مكانة أعلى مع ظهور بطولة الخليج العربي عام 1979 وبطولة الشرق الأوسط للراليات عام 1984.

سعيد الهاجري، ملك الكثبان

تعلَّم سعيد الهاجري القيادة وهو في السابعة من عمره خلال رحلات القنص التي كان يصاحب فيها والده، وسرعان ما أصبح مولعاً بالسيارات السريعة. بدأ المشاركة في منافسات الهواة في سن الخامسة عشرة، لِيَلج بعدها عالم الاحتراف وهو في التاسعة عشرة من عمره. كان لأداء متسابقين مشهورين مثل الفنلندي هانو ميكولا والسويدي أري فاتانين بالغ الأثر على سعيد. 

كانت بداية مسيرة سعيد الاحترافية مع فريق روثمانز بورشه للرالي عام 1983، على متن سيارة بورشه 911 كاريرا أس سي آر أس، ومن ثم انطلق إلى عدة فِرق أخرى. وقد بسط، خلال ثمانينيات القرن الماضي، نفوذه وأصبح قوة مهيمنة على ساحة سباقات الرالي في الوطن العربي، لينال شرف الاعتراف الدولي ويحصد الألقاب بفضل مَلَكَته الطبيعية وتفانيه التام.

فاز عام 1989 برالي كورك الدولي، ليصبح بذلك أول سائق عربي ينال لقب رالي خارج منطقة الشرق الأوسط، مُرسخاً سمعة تفوّق قطر في هذه الرياضة. شارك الهاجري في 110 رالياً خلال مسيرة دامت ثلاثين عاماً، وحقق النصر في كثير من البطولات، حيث ظفر مرتين ببطولة الشرق الأوسط للراليات المرموقة التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات، ومضى في حصد 16 لقباً دولياً إضافياً.

مشاركات قطر في سباقات الرالي بعد الهاجري

صحيح أن سعيد الهاجري هو شيخ رياضة الراليات في قطر، إلا أنّ هناك أسماء أخرى أسهمت إسهاماً كبيراً في هذه اللعبة.

بدأ كل من سعدون الكواري وجابر المري مسيرتهما خلال ثمانينيات القرن الماضي، حاصديْن ألقاباً على الصعيديْن المحلي والدولي. وثمة سائق آخر جدير بالذكر هو محمد المناعي الذي دخل عالم السباقات عام 1989، إلا أنه تعرض لحادث خطير عام 1992 أثناء التدريب تسبب له في شلل نصفي. والجميل في القصة أن ثلاثتهم عادوا إلى المنافسة بعد مطلع القرن الحادي والعشرين.

كان أول ظهور لناصر صالح العطية خلال التسعينيات ممهداً الطريق لمعانقة النصر. وشهدت الفترة ذاتها بداية الراحل الشيخ حمد بن عيد آل ثاني الذي حصد ألقاباً ببطولة الشرق الأوسط للراليات (المركز الأول عام 1993) وبطولة كأس العالم للراليات الصحراوية "باها" (المركز الثاني عام 2007).

شارك عادل حسين عبد الله في أكثر من مئة سباق رالي دولي منذ تسعينيات القرن الماضي، وحاز على لقب بطولة العالم في الراليات الصحراوية الطويلة في فئة (تي2) عام 2016. أما عبد العزيز الكواري، نجل سعدون، فقد سار على درب والده، وحلّ في المركز الثاني خلف ناصر العطية في بطولة الشرق الأوسط للراليات عام 2019.

طيلة العقود الخمسة الماضية، وضع هؤلاء السائقون الحجر الأساس لتقليد الراليات في قطر

TBD

صورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2024

ناصر صالح العطية، سيّد الصحراء

كان ناصر العطية يحلم وهو فتى صغير بالظفر برالي داكار، وكان قدوته هو الفنلندي أري فاتانن (مواليد 1952)، بطل رالي داكار أربع مرات وصاحب لقب بطولة العالم للراليات، وحامل كأس العالم للراليات الصحراوية الطويلة التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات. بدأ ناصر القيادة برفقة والده وهو في العاشرة من عمره تقريبًا.

حقق ناصر أول نجاح رياضي له في رماية السكيت، حيث استهل مشاركاته الستة في الألعاب الأولمبية عام 1996 ليفوز بالميدالية البرونزية في دورة لندن 2012. وما زاده تحفيزاً للتركيز جدياً على سباق السيارات هو الأسكتلندي جاكي ستيوارت (مواليد 1939)، بطل الفورمولا1 ورامٍ عالمي، فقد كان هذا الأخير يؤكد أن الرماية ساعدته كسائق على الحفاظ على تركيزه والقدرة على التنسيق بين يديه وعينيه.

شارك ناصر أول مرة في رالي الشرق الأوسط عام 2003، وكانت أولى أبرز انتصاراته ظفره عام 2006 بلقب بطولة العالم للراليات فئة الإنتاج التجاري. ثم مضى بعدها في درب النجاح لينال لقب بطولة العالم للراليات في فئة "دبليو آر سي 2" عامي 2014 و2015، ويتربع على عرش بطولة رالي الشرق الأوسط 19 مرة، ويفوز خمس مرات ببطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة التي ينظمها الاتحاد الدولي ورالي داكار. ويعد ناصر السائق الوحيد من منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا الذي تكرر فوزه برالي داكار.

يفضل ناصر قيادة سيارات الرالي على السيارات العادية لأنها أكثر أماناً حسب اعتقاده.

مستقبل رياضة المحركات في قطر

يندرج إرساء ثقافة الرياضة في المجتمع المحلي تحت رؤية قطر الوطنية 2030، التي تضم إعداد بنية تحتية من المستوى العالمي، ورعاية المواهب الشابة، وتمكين المرأة لإطلاق قدراتها والتمتع بالنشاط. أضحت دولة قطر اليوم مركزاً عالمياً للرياضة، إذ تستضيف تشكيلة واسعة من الأحداث الرياضية المحلية والإقليمية والدولية. ويتولى قيادة تطوير رياضة المحركات كل من الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية وحلبة لوسيل الدولية.

تنظم أكاديمية قطر لرياضة المحركات، التي تأسست عام 2019، برامج تدريبية بالتعاون مع نادي حلبة لوسيل الرياضي، وأكاديمية أسباير، و"جونيور تالنت تيم" Junior Talent Team التابع لشركة "دُورنا" Dorna. وهي تسعى من خلال هذه البرامج إلى اكتشاف وتنمية جيل جديد من المتسابقين القطريين ذكوراً وإناثاً في جميع الفئات.

يلتحق سنوياً أكثر من 200 فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً بأكاديمية الكارتينج التي تُقدم أيضاً خدمات للبالغين، وتوجد بها أكاديمية منفصلة خاصة بالسيدات. هناك، بوسع نجوم المستقبل الحصول على فرصة المشاركة في مسابقات الكارتينج بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فمن بين النجوم التي أنجبتها الأكاديمية عبد العزيز الكواري وخالد السويدي الفائز برالي الكويت الدولي 2022.

الاتحاد القطري للرياضات الإلكترونية يتولى دفة القيادة

تأسس الاتحاد القطري للرياضات الإلكترونية رسمياً عام 2022، إلا أنه كان ينشط منذ عام 2013.

كان الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية، خلال فترة جائحة كوفيد–19، من أوائل الاتحادات في العالم التي نظمت بطولات رسمية عبر الإنترنت.

كانت هذه البطولات، بالنسبة للسائقين الموجودين أمثال ناصر سعدون الكواري وأحمد الكواري، بمثابة تدريب قيّم أثناء فترة الإغلاق. أما بالنسبة للمبتدئين، فقد أتاحت الرياضة الإلكترونية لهم إمكانية التحول من السباق الافتراضي إلى السباق الواقعي.

السعي نحو الاستدامة

كان يُنظر إلى رياضة المحركات، منذ أمد بعيد، على أنها تساهم في الاحتباس الحراري، إلا أن الفورمولا1 وبطولة العالم للراليات (WRC) تتصدران، في الواقع، الجهود الرامية إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وجعل الرياضة أكثر استدامة ومراعية للبيئة.

وقود بديل

تعمل شركات البتروكيماويات على إنتاج وقود مستدام المصدر. وتَستخدِم، منذ عام 2022، جميع السيارات المشاركة في بطولة العالم للراليات وقوداً مستداماً بنسبة 100% لا تنتج عنه أية انبعاثات كربونية، فهو مصنوع من هيدروكربونات اصطناعية سائلة تُنتَج عن طريق تحويل الكحول إلى هيدروكربونات اصطناعية، كما أنه لا يحوي أية مكونات أحفورية. وعلاوة على ذلك، فإن الطاقة اللازمة لإنتاجه مُولَّدة من مصادر متجددة مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة المائية.

بحلول عام 2026، ستستخدم سيارات الفورمولا1 على حلبات السباق الوقود المستدام بنسبة 100% دون أن يُنقِص ذلك من أدائها. وقد استخدم بطل العالم سيباستيان فيتل هذا الوقود في سيارة فورمولا1 كلاسيكية من طراز 1992 على حلبة سيلفرستون عام 2022.

دخلت الفورمولا1 عصر التكنولوجيا الهجينة في وقت مبكر يرجع إلى عام 1998، غير أن هذه التقنية لم تُضمَّن في قواعد الفورمولا 1 الرسمية إلا في عام 2009. تُعد محركات سيارات الفورمولا1 صغيرة جداً، إذ تبلغ سعتها 1.6 لتراً فقط، لكنها مدعومة بطاقة كهربائية، وهذا ما يمنح السائقين قوة ما يقارب مجموعه 850 حصاناً. تُجرَّب هذه التقنية في سباقات الفورمولا1، إلا أنّ مصنعي السيارات يستخدمونها كاختبار لتطوير محركات هجينة للسيارات التي نقودها اليوم.

قُطع شوط هائل عام 2024 عندما فاز فريق أودي برالي داكار الصحراوي الشاق والممتد لِـ 3 أسابيع بسيارة منخفضة الانبعاثات. قاد كارلوس ساينز سيارة أودي تي يو1 (TU1) التي تستخدم نظام دفع كهربائي، وبطارية عالية الجهد، ومحولاً للطاقة لضمان تزويدها بقوة أكبر، حيث تغلبت بذلك على السيارات التقليدية المزودة بمحرك الاحتراق الداخلي.

تغيير في رزنامة الفعاليات

غيَّرت بطولة الفورمولا1 وبطولة العالم للراليات رزنامة سباقاتها أيضاً، حيث جمعتاها ضمن نطاقات جغرافية محددة، وهكذا صارت الفِرَق اليوم تتنقل لمسافات أقصر للتسابق، ما يقلل من السفر الجوي والبصمة الكربونية بشكل ملحوظ. إضافة إلى أن العمليات اللوجستية لنقل حمولة بمئات الأطنان كل أسبوع كانت ضخمة، لذا فإن هذا التغيير يخفض كذلك من عدد أفراد الفريق.

تغييرات في القواعد

تشمل التغييرات الأخرى التي أُدخلت على القواعد متطلبات التأهيل لسباقات الفورمولا1، والتي تقتضي بتخفيض عدد الإطارات اللازم نقلها، وبالتالي تقليل البصمة الكربونية. ويتوجب الآن على جميع الحلبات بلوغ الأهداف الصارمة المتعلقة بالحد من الانبعاثات الكربونية لكي تكون ضمن رزنامة الفورمولا1.

TBD

صورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2024

متحف 3-2-1 والمستقبل

نهدي هذا المعرض إلى السائقين الشجعان السابقين والحاليين في رياضة المحركات الذين ما ادخروا جهداً في سبيل هذه الرياضة ، وإلى فرقهم على مهنيتهم الرفيعة ومستواهم الفني العالي، وكل المشجعين الذين يدعمونهم في كل أرجاء العالم.

تتمثل رسالة متحف 3-2-1 في جمع القصص المذهلة للرياضة العالمية والقطرية، وحفظها ومشاركتها مع الجميع، وما كان ليتسنى لنا عرض هذه المجموعات الرائعة وحمايتها للأجيال القادمة لولا سخاء شركائنا، والجهات المانحة، وكذا المُعيرة التي نتعامل معها.