ناصر صالح العطية، سيّد الصحراء
كان ناصر العطية يحلم وهو فتى صغير بالظفر برالي داكار، وكان قدوته هو الفنلندي أري فاتانن (مواليد 1952)، بطل رالي داكار أربع مرات وصاحب لقب بطولة العالم للراليات، وحامل كأس العالم للراليات الصحراوية الطويلة التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات. بدأ ناصر القيادة برفقة والده وهو في العاشرة من عمره تقريبًا.
حقق ناصر أول نجاح رياضي له في رماية السكيت، حيث استهل مشاركاته الستة في الألعاب الأولمبية عام 1996 ليفوز بالميدالية البرونزية في دورة لندن 2012. وما زاده تحفيزاً للتركيز جدياً على سباق السيارات هو الأسكتلندي جاكي ستيوارت (مواليد 1939)، بطل الفورمولا1 ورامٍ عالمي، فقد كان هذا الأخير يؤكد أن الرماية ساعدته كسائق على الحفاظ على تركيزه والقدرة على التنسيق بين يديه وعينيه.
شارك ناصر أول مرة في رالي الشرق الأوسط عام 2003، وكانت أولى أبرز انتصاراته ظفره عام 2006 بلقب بطولة العالم للراليات فئة الإنتاج التجاري. ثم مضى بعدها في درب النجاح لينال لقب بطولة العالم للراليات في فئة "دبليو آر سي 2" عامي 2014 و2015، ويتربع على عرش بطولة رالي الشرق الأوسط 19 مرة، ويفوز خمس مرات ببطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة التي ينظمها الاتحاد الدولي ورالي داكار. ويعد ناصر السائق الوحيد من منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا الذي تكرر فوزه برالي داكار.
يفضل ناصر قيادة سيارات الرالي على السيارات العادية لأنها أكثر أماناً حسب اعتقاده.
مستقبل رياضة المحركات في قطر
يندرج إرساء ثقافة الرياضة في المجتمع المحلي تحت رؤية قطر الوطنية 2030، التي تضم إعداد بنية تحتية من المستوى العالمي، ورعاية المواهب الشابة، وتمكين المرأة لإطلاق قدراتها والتمتع بالنشاط. أضحت دولة قطر اليوم مركزاً عالمياً للرياضة، إذ تستضيف تشكيلة واسعة من الأحداث الرياضية المحلية والإقليمية والدولية. ويتولى قيادة تطوير رياضة المحركات كل من الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية وحلبة لوسيل الدولية.
تنظم أكاديمية قطر لرياضة المحركات، التي تأسست عام 2019، برامج تدريبية بالتعاون مع نادي حلبة لوسيل الرياضي، وأكاديمية أسباير، و"جونيور تالنت تيم" Junior Talent Team التابع لشركة "دُورنا" Dorna. وهي تسعى من خلال هذه البرامج إلى اكتشاف وتنمية جيل جديد من المتسابقين القطريين ذكوراً وإناثاً في جميع الفئات.
يلتحق سنوياً أكثر من 200 فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً بأكاديمية الكارتينج التي تُقدم أيضاً خدمات للبالغين، وتوجد بها أكاديمية منفصلة خاصة بالسيدات. هناك، بوسع نجوم المستقبل الحصول على فرصة المشاركة في مسابقات الكارتينج بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فمن بين النجوم التي أنجبتها الأكاديمية عبد العزيز الكواري وخالد السويدي الفائز برالي الكويت الدولي 2022.
الاتحاد القطري للرياضات الإلكترونية يتولى دفة القيادة
تأسس الاتحاد القطري للرياضات الإلكترونية رسمياً عام 2022، إلا أنه كان ينشط منذ عام 2013.
كان الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية، خلال فترة جائحة كوفيد–19، من أوائل الاتحادات في العالم التي نظمت بطولات رسمية عبر الإنترنت.
كانت هذه البطولات، بالنسبة للسائقين الموجودين أمثال ناصر سعدون الكواري وأحمد الكواري، بمثابة تدريب قيّم أثناء فترة الإغلاق. أما بالنسبة للمبتدئين، فقد أتاحت الرياضة الإلكترونية لهم إمكانية التحول من السباق الافتراضي إلى السباق الواقعي.
السعي نحو الاستدامة
كان يُنظر إلى رياضة المحركات، منذ أمد بعيد، على أنها تساهم في الاحتباس الحراري، إلا أن الفورمولا1 وبطولة العالم للراليات (WRC) تتصدران، في الواقع، الجهود الرامية إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وجعل الرياضة أكثر استدامة ومراعية للبيئة.
وقود بديل
تعمل شركات البتروكيماويات على إنتاج وقود مستدام المصدر. وتَستخدِم، منذ عام 2022، جميع السيارات المشاركة في بطولة العالم للراليات وقوداً مستداماً بنسبة 100% لا تنتج عنه أية انبعاثات كربونية، فهو مصنوع من هيدروكربونات اصطناعية سائلة تُنتَج عن طريق تحويل الكحول إلى هيدروكربونات اصطناعية، كما أنه لا يحوي أية مكونات أحفورية. وعلاوة على ذلك، فإن الطاقة اللازمة لإنتاجه مُولَّدة من مصادر متجددة مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة المائية.
بحلول عام 2026، ستستخدم سيارات الفورمولا1 على حلبات السباق الوقود المستدام بنسبة 100% دون أن يُنقِص ذلك من أدائها. وقد استخدم بطل العالم سيباستيان فيتل هذا الوقود في سيارة فورمولا1 كلاسيكية من طراز 1992 على حلبة سيلفرستون عام 2022.
دخلت الفورمولا1 عصر التكنولوجيا الهجينة في وقت مبكر يرجع إلى عام 1998، غير أن هذه التقنية لم تُضمَّن في قواعد الفورمولا 1 الرسمية إلا في عام 2009. تُعد محركات سيارات الفورمولا1 صغيرة جداً، إذ تبلغ سعتها 1.6 لتراً فقط، لكنها مدعومة بطاقة كهربائية، وهذا ما يمنح السائقين قوة ما يقارب مجموعه 850 حصاناً. تُجرَّب هذه التقنية في سباقات الفورمولا1، إلا أنّ مصنعي السيارات يستخدمونها كاختبار لتطوير محركات هجينة للسيارات التي نقودها اليوم.
قُطع شوط هائل عام 2024 عندما فاز فريق أودي برالي داكار الصحراوي الشاق والممتد لِـ 3 أسابيع بسيارة منخفضة الانبعاثات. قاد كارلوس ساينز سيارة أودي تي يو1 (TU1) التي تستخدم نظام دفع كهربائي، وبطارية عالية الجهد، ومحولاً للطاقة لضمان تزويدها بقوة أكبر، حيث تغلبت بذلك على السيارات التقليدية المزودة بمحرك الاحتراق الداخلي.
تغيير في رزنامة الفعاليات
غيَّرت بطولة الفورمولا1 وبطولة العالم للراليات رزنامة سباقاتها أيضاً، حيث جمعتاها ضمن نطاقات جغرافية محددة، وهكذا صارت الفِرَق اليوم تتنقل لمسافات أقصر للتسابق، ما يقلل من السفر الجوي والبصمة الكربونية بشكل ملحوظ. إضافة إلى أن العمليات اللوجستية لنقل حمولة بمئات الأطنان كل أسبوع كانت ضخمة، لذا فإن هذا التغيير يخفض كذلك من عدد أفراد الفريق.
تغييرات في القواعد
تشمل التغييرات الأخرى التي أُدخلت على القواعد متطلبات التأهيل لسباقات الفورمولا1، والتي تقتضي بتخفيض عدد الإطارات اللازم نقلها، وبالتالي تقليل البصمة الكربونية. ويتوجب الآن على جميع الحلبات بلوغ الأهداف الصارمة المتعلقة بالحد من الانبعاثات الكربونية لكي تكون ضمن رزنامة الفورمولا1.